الإثنين - 2025/12/15 3:02:44 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

لماذا تجاهلت بعض وسائل الإعلام الغربية اسم “بطل” بونداي؟ تساؤلات حول المعايير الإعلامية وتمثيل المسلمين

أثار حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية، والذي تصدى له أحد المارة بشجاعة وأسهم في تحييد المهاجم وتقليل الخسائر، تساؤلات واسعة حول غياب اسم هذا الشخص عن تقارير عدد من وسائل الإعلام الغربية الكبرى، من بينها وكالات دولية بارزة، رغم الإشادة بالفعل ذاته ووصف صاحبه بـ«البطل».

ورغم تداول اسمه لاحقاً في بعض المنصات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فإن ملاحظة امتناع أو تأخر وسائل إعلام غربية عن ذكر هويته دفعت مراقبين وإعلاميين إلى طرح سؤال جوهري: هل يتعلق الأمر بسياسات تحريرية عامة، أم أن هناك حساسية خاصة عندما يكون “البطل” مسلماً؟

التفسير المهني: سياسات تحريرية أم انتقائية؟

تدافع بعض المؤسسات الإعلامية عن هذا النهج بالقول إن عدم ذكر أسماء المدنيين في أحداث أمنية حساسة قد يندرج ضمن:
• حماية الخصوصية
• تجنب تعريض الأشخاص أو عائلاتهم للخطر
• انتظار تأكيدات رسمية كاملة من السلطات

وهي مبررات تُستخدم فعلاً في كثير من التغطيات حول العالم.

إلا أن منتقدين يشيرون إلى أن هذه القاعدة لا تُطبّق دائماً بالاتساق نفسه، إذ غالباً ما تُذكر أسماء مدنيين في حالات مشابهة عندما لا يكون الانتماء الديني أو العرقي مثار حساسية سياسية أو اجتماعية.

المسلم في الإعلام الغربي: حضور في الأزمات وغياب في البطولات

يلاحظ باحثون في الإعلام أن صورة المسلم في كثير من التغطيات الغربية تميل إلى الارتباط بالسياق الأمني أو الاشتباه، بينما تحظى أفعاله الإيجابية بتغطية أقل عمقاً أو دون إبراز شخصي.

ويؤكد خبراء أن:
• تجريد البطولة من الاسم والهوية قد يساهم ولو بشكل غير مقصود في طمس النماذج الإيجابية للمسلمين
• إبقاء “البطل” بلا اسم يحوّله إلى فعل مجرد، لا إلى قصة إنسانية ملهمة
• هذا الأسلوب يحدّ من كسر الصور النمطية السائدة لدى الرأي العام

هل هو تشويه متعمد؟

لا توجد أدلة مهنية قاطعة على وجود سياسة ممنهجة أو قرار تحريري صريح لتشويه صورة المسلمين في هذه الحالة بعينها. إلا أن تراكم مثل هذه المعالجات الإعلامية غير المتوازنة يخلق انطباعاً عاماً بأن المعايير لا تُطبّق دائماً بعدالة.

ويرى محللون أن المشكلة قد لا تكون في “النية”، بل في:
• ثقافة تحريرية غربية متأثرة بسياقات سياسية وأمنية طويلة الأمد
• حذر مفرط عندما يتعلق الأمر بإبراز أسماء مسلمين في أحداث عنف، حتى لو كانوا ضحايا أو أبطالاً
• غياب غرف تحرير متنوعة ثقافياً ودينياً

أهمية التسمية في العمل الصحفي

التسمية في الصحافة ليست تفصيلاً ثانوياً، بل:
• اعتراف بالدور الإنساني
• توثيق للتاريخ
• أداة لكسر القوالب النمطية

وعندما يُذكر اسم “البطل” أياً كانت خلفيته، فإن ذلك يعزز مبدأ المواطنة المتساوية ويعيد التوازن للسردية الإعلامية.

خلاصة

تجاهل اسم البطل في واقعة بونداي لا يمكن الجزم بأنه تشويه متعمد لصورة المسلمين، لكنه يسلّط الضوء على إشكالية أعمق في التغطية الإعلامية الغربية تتعلق بالتمثيل، والاتساق، والجرأة في الاعتراف بالنماذج الإيجابية خارج الإطار التقليدي.

وفي عالم تتزايد فيه الانقسامات، تبقى المهنية الإعلامية الحقيقية هي تلك التي تسمي الأشياء بأسمائها، وتمنح البطولة لمن يستحقها، دون اعتبار للدين أو الأصل أو الخلفية.

اقرأ ايضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com