شهدت الساحة الدولية مؤخرًا لقاءً مهمًا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، في ظل تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
اللقاء، الذي حظي باهتمام واسع من وسائل الإعلام العالمية، لم يسفر عن اتفاق نهائي، لكنه وضع إطارًا مؤقتًا للحوار، وفتح الباب أمام مفاوضات جديدة خلال الأشهر المقبلة.
وبالإضافة إلى ذلك، اعتبر مراقبون أن هذا اللقاء يمثل لحظة تهدئة مؤقتة بعد أشهر من التصعيد المتبادل بين واشنطن وبكين.
نقاط الاتفاق الأولية
أولًا – تجميد التعريفات الجمركية:
توصل الجانبان إلى تفاهم مبدئي يقضي بتأجيل فرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 100% على الواردات الصينية.
نتيجةً لذلك، رأت الأسواق المالية في القرار إشارة إيجابية تعكس رغبة الطرفين في تهدئة الأزمة.
ثانيًا – تمديد الهدنة التجارية:
اتفق الطرفان على تمديد التهدئة لتسعين يومًا إضافيًا، مما يمنحهما فرصة جديدة لمناقشة القضايا الخلافية.
علاوة على ذلك، أكد خبراء أن هذه الخطوة قد تتيح فرصة لإعادة بناء الثقة بين الطرفين.
ثالثًا – قضية المعادن النادرة:
تشكل هذه المواد عنصرًا أساسيًا في صناعات التكنولوجيا والدفاع، وتُهيمن الصين على إنتاجها عالميًا.
ورغم بقاء القيود على التصدير، أعلنت الصين استعدادها للتفاوض حول آليات تضمن استمرار الإمدادات.
وبذلك، رحّبت الأسواق العالمية بهذه الإشارة باعتبارها تقدمًا إيجابيًا في ملف حساس.
المواقف الأميركية
من جانبها، ركزت وسائل الإعلام الأميركية على أن ترمب “صمد” في مواجهة الصين وأجبرها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
كما رأت أن الإدارة الأميركية استخدمت ورقة الرسوم الجمركية بفعالية لتحقيق مكاسب تفاوضية.
ورأى محللون أن ما تحقق لا يُعد اتفاقًا تجاريًا شاملاً، بل يشكل إطارًا مؤقتًا لمرحلة جديدة من المباحثات.
وبالإضافة إلى ذلك، ما زالت الولايات المتحدة تعتبر قضايا الملكية الفكرية والدعم الحكومي للصناعات الصينية ملفات عالقة تحتاج إلى حلول عملية.
المواقف الصينية
في المقابل، أكدت وسائل الإعلام الصينية أن بكين واجهت الضغوط الأميركية بحزم دون تقديم تنازلات أساسية.
وأكدت الصين رفضها الدخول في حرب تجارية، وتمسكت بحماية مصالحها الوطنية دون تراجع.
وعلاوة على ذلك، أكدت بكين على مبدأ “المعاملة المتساوية” في التجارة الدولية، ورفضها لأي “سياسة فرض الأمر الواقع”.
داخليًا، قدّمت الحكومة الصينية اللقاء كـ نجاح دبلوماسي ساهم في منع فرض عقوبات جديدة والحفاظ على استقرار الأسواق.
قراءة محايدة
من زاوية محايدة، يمكن القول إن اللقاء أوقف مسار التصعيد مؤقتًا وفتح نافذة للحوار.
الولايات المتحدة تعتبر التفاهم انتصارًا تكتيكيًا يثبت فاعلية الضغط التجاري، بينما ترى الصين أنه دليل على قدرتها على الصمود والتفاوض بندّية.
وبالإضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أن الجانبين يسعيان لتجنب تدهور العلاقات الاقتصادية التي قد تضر بالاقتصاد العالمي.
الخلاصة
في المجمل، ما زال مستقبل الحرب التجارية بين واشنطن وبكين مفتوحًا على عدة احتمالات.
فمن الممكن أن تشكّل الهدنة الحالية بداية لتسوية تدريجية إذا جرى تنفيذ التعهدات فعليًا.
بينما قد تعود الأزمة إلى التصعيد إذا فشلت المفاوضات أو تصاعدت الخلافات مجددًا.
نتيجةً لذلك، تتابع الأسواق العالمية التطورات بحذر، إذ إن أي تعثر جديد قد ينعكس فورًا على الاقتصاد الدولي.
ويُعد اللقاء بين ترامب وشي محطة مؤقتة في مسار طويل ومعقد من المنافسة الاقتصادية بين العملاقين الأميركي والصيني.

