بينما تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية بلا هوادة، تظل التساؤلات حول أي اتفاق محتمل لإنهائها قائمة، خاصة مع اللقاء الأخير بين الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب في واشنطن.
فحتى قبل المواجهة الحادة بينهما، كان هناك جدل حول مستقبل أوكرانيا وإمكانية تحقيق السلام، ومع ذلك، تبقى هناك خمس نقاط رئيسية غامضة في أي مفاوضات لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت عامها الثالث، وهم كالتالي:-
مدى التزام بوتين بأي اتفاق سلام
وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، هناك شكوك واسعة في كييف حول مدى جدية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في الالتزام بأي تسوية سلمية، حيث يرى المحللون أن بوتين قد يوافق على اتفاق هدنة فقط لإعادة ترتيب صفوفه بميدان الحرب الروسية الأوكرانية.
مصير الأراضي التي تم السيطرة عليها
تسيطر روسيا حاليًا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، إلى جانب مناطق رئيسية مثل لوجانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون، وبينما يؤكد فلاديمير بوتين رفضه التخلي عن هذه المناطق، مُطالبًا أوكرانيا بالاعتراف بـ”الحقائق على الأرض”، تصر كييف على استعادة حدودها المعترف بها دوليًا لعام 1991.
في حال تضمنت أي خطة سلام يقودها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تنازلات لصالح موسكو، فمن المحتمل أن تواجه رفضًا قاطعًا من أوكرانيا، التي ترى في ذلك خطوة قد تفتح الباب أمام مزيد من التوسعات الغربية مستقبلاً.
3- ماذا عن قوات حفظ السلام الأوروبية؟
لا تزال تفاصيل أي قوة حفظ سلام أوروبية غير واضحة، فبينما أبدت المملكة المتحدة وفرنسا استعدادها لإرسال قوات للمساعدة في ضمان استقرار أوكرانيا، يبقى السؤال حول كيفية انتشار هذه القوات وما إذا كانت ستتمركز بعيدًا عن جبهات القتال، ويقول زيلينسكي إن هناك حاجة إلى 100 ألف جندي على الأقل لضمان الأمن، في حين ترفض موسكو بشكل قاطع أي وجود عسكري غربي داخل أوكرانيا.
4- هل تقدم واشنطن ضمانات فعلية لإنهاء الحرب؟
وفقًا لصحيفة «الجارديان»، يرى الخبراء أن أي اتفاق سلام بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، لن يكون فعالًا دون دعم أمريكي قوي، لكن، السؤال، ما نوع هذا الدعم؟ بينما يرى البعض أن الولايات المتحدة قد تكتفي بدعم اقتصادي واسع، يطالب آخرون بتوفير مظلة عسكرية دفاعية مثل حماية جوية من حلف الناتو لمنع أي خروقات غربية.
وهناك أيضًا تساؤلات حول مدى استمرار واشنطن في دعم أوكرانيا بالمعلومات المهمة، وهي ميزة ساعدت كييف في ساحة الحرب الروسية الأوكرانية، وإذا تراجع هذا الدعم، قد تصبح القوات الأوكرانية، بل وحتى قوات حفظ السلام الأوروبية، في موقف ضعيف أمام أي تصعيد جديد بميدان الصراع.
5- صفقة المعادن.. مكسب اقتصادي أم ورقة ضغط؟
لا تزال صفقة المعادن بين واشنطن وكييف محاطة بالغموض، فالنسخ الأولى من الاتفاق كانت تلزم أوكرانيا بمنح الولايات المتحدة امتيازات ضخمة تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار، وهو ما أثار اتهامات بمحاولة استغلال الموارد الأوكرانية تحت غطاء المساعدات العسكرية، بحسب «الجارديان» البريطانية.
ورغم تخفيف بعض بنود الاتفاق، فإن التساؤلات مستمرة حول مدى استفادة أوكرانيا الفعلية من هذه الصفقة، خصوصًا أن الكثير من مناجم المعادن النادرة مثل التيتانيوم والليثيوم تقع في مناطق يُزعم أنه تم السيطرة عليها بميدان الحرب الروسية الأوكرانية، وبينما يرى البعض أن الاتفاق قد يجذب استثمارات جديدة إلى قطاع التعدين الأوكراني، يتشكك آخرون في أن هذه الصفقة قد تكون امتدادًا للحرب الروسية الأوكرانية ولكن بأساليب اقتصادية.

