أكدت النتائج الرسمية فوز المرشح اليميني المحافظ خوسيه أنطونيو كاست في الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية في تشيلي، في تحول سياسي بارز يعكس تغيرًا في المزاج العام للناخبين بعد سنوات من الحكم اليساري.
وجاء فوز كاست مدفوعًا بحملة ركزت على الأمن العام، ومكافحة الجريمة المنظمة، وضبط الهجرة، والاستقرار الاقتصادي، وهي قضايا حظيت بأولوية متقدمة لدى شريحة واسعة من الناخبين، خصوصًا في ظل ارتفاع معدلات الجريمة وتباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع الثقة بالمؤسسات.
ويرى محللون أن النتيجة تمثل تصويتًا احتجاجيًا من قطاعات اجتماعية متعددة، بما في ذلك جزء من الطبقة الوسطى والناخبين الشباب، ضد السياسات الحكومية القائمة، أكثر من كونها تأييدًا أيديولوجيًا حادًا لليمين المحافظ.
جدل موازٍ حول توصيف «نازي-الارتباط»
وبالتوازي مع إعلان الفوز، عاد إلى الواجهة الجدل السياسي والإعلامي حول وصف كاست من قبل بعض خصومه بأنه «نازي-الارتباط»، وهو توصيف ينفيه المرشح الفائز بشكل قاطع.
ويُعزى هذا الوصف، وفق متابعين، إلى خلفية عائلية تاريخية، إذ إن والد كاست ألماني الأصل وكان عضوًا في الحزب النازي خلال ثلاثينيات القرن الماضي قبل هجرته إلى تشيلي بعد الحرب العالمية الثانية. كما يستند منتقدوه إلى مواقفه المؤيدة لإرث الحكم العسكري السابق في تشيلي، وخطابه المتشدد في ملفات الأمن والهجرة.
في المقابل، يؤكد كاست وأنصاره أن هذه الاتهامات سياسية ولا تستند إلى أي أساس قانوني، مشددين على التزامه بالديمقراطية الدستورية ورفضه للعنصرية ومعاداة السامية، وعدم وجود أي أحكام قضائية أو قرارات رسمية تربطه بأيديولوجيات نازية.
مرحلة سياسية جديدة
ويجمع مراقبون على أن فوز اليمين المحافظ يفتح مرحلة سياسية جديدة في تشيلي، عنوانها الرئيسي اختبار قدرة الرئيس المنتخب على تحقيق وعوده في الأمن والاقتصاد، وفي الوقت نفسه إدارة حالة الاستقطاب الداخلي وطمأنة المخاوف المرتبطة بحقوق الإنسان والنظام الديمقراطي.
ومن المتوقع أن تحظى سياسات الحكومة الجديدة بمتابعة محلية ودولية واسعة، في ظل ما تمثله هذه النتيجة من تحول في مسار السياسة التشيلية خلال المرحلة المقبلة.
اقرأ أيضًا:
