كاراكاس – أثار غياب زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو عن حفل تسليم جائزة نوبل للسلام في أوسلو، والذي حضرته ابنتها نيابة عنها، موجة واسعة من التعليقات داخل فنزويلا، حيث تناولت وسائل الإعلام المحلية الحدث من زوايا متباينة.
وسائل الإعلام المستقلة: “خطوة لها تأثير سياسي داخلي”
تناولت الصحف المستقلة في فنزويلا الحدث باعتباره تطورًا سياسيًا قد يترك أثرًا على الساحة الداخلية، مشيرة إلى أن سفر ماتشادو تم في ظروف غير معلنة وأنها لم تظهر علنًا منذ 9 يناير بعد توقيفها لفترة قصيرة.
وركزت هذه الوسائل على أن حصولها على جائزة نوبل “يمثل اعترافًا دوليًا بنشاطها السياسي”، لكنه في الوقت نفسه يضع تساؤلات حول مستقبل دورها داخل البلاد، خصوصًا أن جزءًا من دعمها الشعبي كان قائمًا على بقائها داخل فنزويلا رغم التحديات.
وسائل الإعلام الموالية للحكومة: “سفر غير معلن… وانقسام شعبي”
أما وسائل الإعلام الرسمية والموالية للحكومة، فقد تناولت الخبر من زاوية أخرى، معتبرة أن غيابها عن الحفل “يثير تساؤلات حول توقيت وسبب مغادرتها البلاد”، وركزت على تصريحات بعض المواطنين الذين رأوا أن الجائزة “لا تعكس واقع الأزمة السياسية”.
كما أبرزت هذه الوسائل الانتقادات الموجهة لماتشادو على خلفية مواقفها السابقة المؤيدة لسياسات واشنطن تجاه فنزويلا، إلى جانب التذكير بأنها كانت ممنوعة من الترشح في الانتخابات الأخيرة.
أوساط سياسية: الحفل يعيد تسليط الضوء على ملف حقوق الإنسان
غطّت صحف عديدة تفاصيل كلمة رئيس لجنة نوبل التي استعرضت تقارير أممية حول الانتهاكات الموثقة في البلاد، مشيرة إلى أن الحفل اكتسب بعدًا سياسيًا إضافيًا في ظل حالة الاستقطاب الداخلي.
وحضر الحفل المرشح الرئاسي السابق إدموندو غونثاليث، المقيم في إسبانيا بعد حصوله على اللجوء، وهو ما أعاد الاهتمام الإعلامي المحلي بملف الاعتقالات والقضايا السياسية.
ردود فعل شعبية متباينة
عكست تغطية وسائل الإعلام الفنزويلية الانقسام الشعبي حول غياب ماتشادو:
• مجموعة من المواطنين اعتبرت أن سفرها “حق شخصي” وأن بإمكانها متابعة نشاطها السياسي من الخارج.
• آخرون رأوا أن خروجها من البلاد “قد يغيّر علاقتها بالشارع المعارض”، خصوصًا لمن دعمها باعتبارها رمزًا للصمود الداخلي.
مستقبل الدور السياسي لماتشادو… مفتوح على احتمالات
لا تزال عودة ماتشادو إلى فنزويلا غير مؤكدة، وكذلك تأثير حصولها على الجائزة على المشهد السياسي، بينما تستمر شخصيات محلية في الدعوة إلى “انتظار ما ستؤول إليه الأيام المقبلة” وسط توقعات بمرحلة سياسية أكثر تعقيدًا.
اقرأ ايضًا:
