الجمعة - 2025/12/12 1:56:06 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

غزة بين السيطرة العسكرية والبحث عن أفق السلام

ما جرى في غزة لم يكن اتفاقًا جزئيًا أو هدنة عابرة، بل محطة تكشف عمق الأزمة السياسية والأمنية في المنطقة. أعلنت إسرائيل سيطرتها على نحو 60% من مساحة القطاع، وهي خطوة ليست مؤقتة فقط، بل تحمل أبعادًا استراتيجية قد تضع غزة أمام مستقبل غامض.

أبعاد السيطرة العسكرية الإسرائيلية

توضح التطورات الميدانية أن إعلان السيطرة الإسرائيلية ليس مجرد خطوة أمنية، بل محاولة لفرض واقع جديد. تهدف تل أبيب إلى تقليص نفوذ حماس وضمان أمن حدودها، لكن مع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تزيد الانقسام وتطيل أمد الصراع.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى إسرائيل لترسيخ وجودها الميداني، ما يثير المخاوف من تحول السيطرة إلى احتلال دائم. وبالتالي، فإن أي تأخير في وضع خطة انسحاب واضحة سيُعمق الأزمة ويزيد التوتر الإقليمي.

معاناة إنسانية متزايدة

من الناحية الإنسانية، يعيش سكان غزة وضعًا مأساويًا. ينتظرون العودة إلى منازلهم المهدمة، لكنهم في المقابل، يواجهون قيودًا عسكرية مشددة تُعيق حياتهم اليومية. نتيجةً لذلك، تتفاقم الأزمات في الغذاء والماء والدواء.

على سبيل المثال، تؤكد تقارير منظمات الإغاثة أن آلاف العائلات بلا مأوى، وأن النظام الصحي على وشك الانهيار. علاوة على ذلك، فإن تأخير إدخال المساعدات يضاعف المعاناة ويهدد حياة المدنيين.

وفي هذا السياق، تطالب الأمم المتحدة إسرائيل بالسماح الفوري بدخول المساعدات، لأن استمرار القيود سيقود إلى كارثة إنسانية حقيقية.

تساؤلات سياسية مصيرية

سياسيًا، تعيد التطورات في غزة الأسئلة الكبرى إلى الواجهة. أولًا، ما مصير سلاح حماس؟ ثانيًا، من سيدير القطاع؟ وثالثًا، هل ستتحول السيطرة الإسرائيلية إلى احتلال معلن؟

في المقابل، ترى قوى إقليمية أن المرحلة الحالية قد تفتح بابًا لإعادة ترتيب الساحة الفلسطينية، لكن مع ذلك، يؤكد محللون أن غياب رؤية سياسية متفق عليها سيجعل أي اتفاق هشًا. ولهذا السبب، يُطالب المجتمع الدولي بخطوات عملية تمنع عودة الصراع.

الدور الدولي والإقليمي

رحب المجتمع الدولي بالاتفاق كخطوة نحو التهدئة، إلا أن الترحيب وحده لا يكفي. فالدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، مطالبة اليوم بمواقف واضحة.

على سبيل المثال، يمكن لتلك الدول الضغط على إسرائيل لتحديد جدول زمني للانسحاب الكامل. وفي الوقت ذاته، يجب دعم الجهود المصرية والقطرية والتركية التي ساهمت في التوسط بين الأطراف.

نتيجةً لذلك، سيعتمد نجاح المرحلة المقبلة على التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق دون تأجيل. وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري إطلاق مشاريع إنسانية واقتصادية عاجلة لإعادة إعمار غزة وتحسين حياة سكانها.

الطريق نحو السلام الدائم

الحل الحقيقي لا يكون بالقوة، بل بالعودة إلى جوهر الصراع. فالقضية الفلسطينية ليست أمنية فقط، بل هي قضية حقوق وعدالة. ولذلك، يجب أن يقوم أي مسار سلام على مبدأ حل الدولتين، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.

كما أن الحل السياسي يجب أن يترافق مع إصلاح اقتصادي وإنساني شامل. بهذه الطريقة، يمكن تحويل الهدنة الحالية إلى سلام دائم، يضمن الأمن والكرامة لجميع الأطراف.

علاوة على ذلك، ينبغي للمجتمع الدولي دعم هذا الحل بخطوات عملية، مثل تمويل الإعمار وضمان حرية الحركة والتجارة. بهذا الشكل، يمكن الانتقال من هدنة مؤقتة إلى استقرار طويل الأمد.

موقف «أخبار الكويت»

في «أخبار الكويت»، نؤكد أن العدالة لا تُفرض بالقوة، بل تُبنى على الحوار والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. لذلك، يجب أن تُبذل الجهود لترسيخ الثقة والتعاون الإقليمي، بما يفتح الطريق نحو سلام عادل وشامل.

وفي الختام، يبقى السؤال الأهم: هل سيقود الاتفاق إلى سلام دائم، أم إلى أزمة جديدة؟ ومع ذلك، يظل الأمل قائمًا بأن تنتصر لغة الحوار على لغة الحرب، وأن تكون غزة بداية عهد جديد من الاستقرار الإنساني والسياسي.

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com