السبت - 2025/12/13 7:36:12 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

سوق الإسكان في ألمانيا «ملوث» بالعنصرية والتمييز يطال السود والمسلمين

كشفت دراسة حديثة صادرة عن المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة (DeZIM) أن سوق الإسكان في ألمانيا يشهد مستويات واسعة من التمييز العنصري، حيث يتعرض السود والمسلمون وأشخاص من أصول عرقية وإثنية مختلفة لإقصاء غير متكافئ عند البحث عن السكن، مقارنة بغيرهم من الألمان البيض.

وأظهرت الدراسة، وهي أول تحليل شامل من نوعه، أن مجرد امتلاك اسم غير ألماني قد يقلل بشكل ملموس فرص دعوة المتقدمين لمعاينة الشقق. واعتمدت النتائج على بيانات «المرصد الوطني للتمييز والعنصرية» (NaDiRa) التابع لـDeZIM، الذي شمل استطلاعًا لأكثر من 9500 شخص خلال الفترة بين أغسطس 2024 ويناير 2025، وربط النتائج ببيانات رسمية تتعلق بالسكن والبيئة.

ووفقًا للدراسة، أفاد 35% من المسلمين و39% من السود بتعرضهم للإقصاء من معاينات الشقق بسبب التمييز، مقارنة بـ11% فقط بين غير المنتمين لأقليات عرقية. كما أجرى الباحثون اختبارات ميدانية عبر إرسال طلبات استئجار حقيقية بأسماء مختلفة مع ثبات مستوى الدخل والتعليم، لتظهر النتائج أن أصحاب الأسماء الألمانية حظوا بنسبة دعوة للمعاينة بلغت 22%، مقابل 16% فقط لأسماء شائعة في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا.

قصص شخصية تعكس الواقع
وقالت الطالبة الكينية بيلفين أوكوث، التي قدمت إلى ألمانيا عام 2023 للدراسات العليا، إنها تبحث عن شقة في مدينة بون منذ خمسة أشهر دون جدوى، رغم إرسالها في المتوسط ثلاثة طلبات يوميًا. وأضافت أن احتمال التحيز قائم، مشيرة إلى أن «الانطباع يتغير عندما يرى الملاك شكلي لأول مرة».

وأبرز التقرير أن أفراد الأقليات العرقية يعيشون بشكل أكبر في أوضاع سكنية غير مستقرة، حيث يمتلك 12% منهم عقود إيجار محددة المدة مقابل 3% فقط لغيرهم، كما يتحملون أعباء مالية أعلى، إذ ينفق 37% منهم أكثر من 40% من دخلهم على السكن، مقارنة بـ30% بين غير المنتمين للأقليات.

اتهامات بتفشي العنصرية
وقال طاهر ديلا، المتحدث باسم مبادرة «السود في ألمانيا»، إن «سوق الإسكان ملوث بالكامل بالعنصرية»، موضحًا أن الملاك نادرًا ما يصرحون برفض المتقدمين بسبب العرق، لكن أساليب الإقصاء غير المباشر شائعة، مثل دعوة المتقدمين ثم إبلاغهم بأن الشقة أُجّرت بالفعل.

من جانبه، أكد ألكسندر توم، العامل في مركز «استئجار عادل، سكن عادل»، المتخصص في قضايا التمييز السكني، أن النزاعات مع الجيران باتت من أكثر مظاهر التمييز إيلامًا، مشيرًا إلى تكرار شكاوى كيدية ضد أسر سوداء، خصوصًا الأمهات العازبات، بزعم «الضوضاء»، دون وجود أدلة حقيقية.

سكن أصغر وأغلى وأقل جودة
وبيّنت الدراسة أن الأقليات العرقية أكثر عرضة للعيش في مساكن تعاني عيوبًا فنية بنسبة 57% مقابل 48% لغيرهم، كما يتعرضون لمستويات أعلى من التلوث البيئي. ويعيشون في مساحات أضيق بمتوسط 47 مترًا مربعًا للفرد، مقارنة بـ69 مترًا مربعًا لغير المنتمين للأقليات.

ودعا مدير DeZIM العلمي، نوا ك. ها، إلى تعزيز قوانين مكافحة التمييز وتوسيع قائمة الخصائص المحمية قانونًا، إضافة إلى زيادة المعروض من الإسكان الاجتماعي الميسور، مؤكدًا أن التمييز لا يرتبط بضعف اللغة أو حداثة الهجرة، بل يطال حتى أبناء الجيل الثاني من المهاجرين.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب دورًا أكبر للمجتمع المدني ومراكز الاستشارات المتخصصة، في ظل محدودية الجهات المعنية بمكافحة التمييز السكني في ألمانيا.

المصدر:
دويتشه فيله (DW) – استنادًا إلى دراسة صادرة عن المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة (DeZIM) والمرصد الوطني للتمييز والعنصرية (NaDiRa).

اقرأ ايضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com