أفادت وسائل إعلام إيرانية، مساء الثلاثاء، بوقوع انفجار قوي في مدينة بابلسر الواقعة شمالي إيران، وذلك بعد ساعات قليلة من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الذي أُبرم بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري غير المسبوق بين الجانبين.
ورغم ترحيب المجتمع الدولي باتفاق الهدنة، سرعان ما تبادل الطرفان الاتهامات بخرق شروط الاتفاق. إذ اتهمت طهران تل أبيب بتنفيذ غارات محدودة في مناطق حدودية، في حين زعمت إسرائيل أن إيران أطلقت طائرات مسيّرة تجاه أهداف عسكرية في النقب.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن رسميًا، في بيان نُشر على منصته الخاصة، أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل دخل حيز التنفيذ الكامل، مشيرًا إلى أن “الحرب كان يمكن أن تستمر لسنوات لكنها انتهت الآن”، إلا أنه عبّر لاحقًا عن عدم رضاه عن التزام الطرفين بالاتفاق بعد ورود تقارير عن خروقات متكررة.
وأضاف ترامب في تصريحه:
“لا تُلقوا القنابل… أعيدوا طياريكم إلى ديارهم الآن. إن خرق هذا الاتفاق أمر جسيم.”
الاتفاق، الذي جاء برعاية دولية ووساطة قطرية، نصّ على وقف متدرج لإطلاق النار يبدأ بتعليق الضربات الإيرانية ثم الإسرائيلية، على أن يُعتبر ساريًا بشكل كامل بعد مرور 24 ساعة. ورغم مرور أقل من نصف هذه المدة، بدأت مؤشرات التصعيد في الظهور، ما يثير الشكوك حول مدى صمود الاتفاق في ظل التوتر الإقليمي المستمر.
في السياق ذاته، لم تُصدر إيران حتى الآن تعليقًا رسميًا على انفجار بابلسر، فيما لم تُعرف طبيعة الانفجار أو أسبابه بدقة، وسط تكهنات بكونه ناجمًا عن فشل تقني في منظومة دفاعية أو عمل عدائي محتمل.
ويرى مراقبون أن غياب الثقة بين الطرفين، واستمرار التحركات العسكرية في مناطق التماس، يهددان بانهيار سريع للهدنة، خصوصًا مع تصاعد الضغوط السياسية الداخلية في كل من طهران وتل أبيب.
كما حذّرت عدة عواصم عربية وغربية من أن استمرار التراشق والاتهامات قد يعيد المنطقة إلى مربع المواجهة الشاملة، داعية إلى ضبط النفس والعودة للمسارات الدبلوماسية.
