حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن بلاده تواجه خطر نفاد التمويل خلال أشهر، داعيًا قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعين في قمة حاسمة ببروكسل إلى إقراض مليارات اليوروهات من الأصول الروسية المجمّدة لتمويل الاحتياجات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي للصحفيين على هامش القمة: «آمل أن نتمكن من الحصول على قرار إيجابي، وبدون ذلك ستكون هناك مشكلة كبيرة لأوكرانيا». وتحتجز دول الاتحاد نحو 210 مليارات يورو من الأصول الروسية، معظمها لدى مؤسسة يوروكلير ومقرها بلجيكا.
ورغم الضغوط الأوكرانية، لا تزال بلجيكا وعدد من الدول الأعضاء تعارض استخدام هذه الأموال على شكل «قرض تعويضات»، في وقت حذّرت فيه روسيا الاتحاد الأوروبي من المساس بأموالها، وقدّمت دعوى قضائية أمام محكمة في موسكو لاستعادتها.
ووصف مسؤول أوروبي الأجواء قبيل القمة بأنها «تفاؤل حذر، وليس تفاؤلًا مفرطًا»، فيما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد «لن يغادر القمة دون حل». غير أن رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر قال أمام البرلمان إنّه لم يطّلع بعد على صيغة تُقنعه بتغيير موقف بلاده.
وتأتي القمة في لحظة مفصلية من الحرب، في ظل حديث أمريكي عن اقتراب التوصل إلى اتفاق. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن فرص إنهاء الحرب باتت أقرب من أي وقت مضى. ومن المقرر أن يلتقي مسؤولون أمريكيون وروس في ميامي نهاية الأسبوع لبحث خطة سلام، بمشاركة المبعوث الروسي كيريل دميترييف ومبعوثي ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.
وأكد زيلينسكي أن كييف بحاجة إلى الأموال سواء لدعم الجيش في حال استمرار الحرب أو لتوجيهها بالكامل إلى جهود التعافي إذا تم التوصل إلى تسوية. وفي المقابل، شدّد الكرملين على أن أي خطة تتضمن قوة أوروبية متعددة الجنسيات بدعم أمريكي لن تكون مقبولة لدى موسكو.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد هاجم أوروبا الأربعاء، واصفًا القارة بأنها في حالة «تدهور كامل»، ومتهمًا حلفاء أوكرانيا الأوروبيين بالسعي إلى الاستفادة من تراجع روسيا.
واقترحت المفوضية الأوروبية إقراض كييف نحو 90 مليار يورو خلال العامين المقبلين من أصل الأصول الروسية المجمّدة، وهو ما يغطي قرابة ثلثي الاحتياجات المقدّرة لأوكرانيا للفترة بين 2026 و2027، والمقدّرة بنحو 137 مليار يورو.
اقرأ أيضًا:
