الخميس - 2025/12/18 1:10:45 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

تقرير تحليلي | «مشروع مانهاتن» الصيني لرقائق الذكاء الاصطناعي… كيف اخترقت بكين القيود الأميركية؟

في تحقيق موسّع، سلّطت وكالة رويترز الضوء على ما وصفته بـ«مشروع مانهاتن» الصيني في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، كاشفةً عن تحوّل استراتيجي عميق تقوده بكين لكسر الهيمنة الغربية، وتحديدًا الأميركية، على واحدة من أكثر الصناعات حساسية في القرن الحادي والعشرين.

مشروع سري بحجم دولة

بحسب رويترز، عملت الصين خلال سنوات من السرية القصوى على بناء قدرات محلية لتطوير تقنيات الطباعة الضوئية فائقة التطور (EUV)، وهي الحلقة الأهم في تصنيع الرقائق المتقدمة، والتي كانت حكرًا على الغرب، وتحديدًا شركة ASML الهولندية، بدعم أميركي مباشر عبر قيود تصدير صارمة.

التحقيق كشف أن مختبرًا صينيًا محصّنًا يضم مئات الباحثين والمهندسين نجح في إنتاج نموذج أولي لآلة EUV محلية، في إنجاز اعتبره خبراء «قفزة غير متوقعة» في ظل العقوبات الأميركية المتصاعدة منذ 2019.

كيف اخترقت الصين السيطرة الأميركية؟

تُظهر تغطية رويترز أن الصين لم تواجه القيود الأميركية برد فعل تقليدي، بل اعتمدت استراتيجية اختراق متعددة المسارات:
1. الهندسة العكسية: الاستفادة من خبرات مهندسين سابقين في شركات غربية.
2. تمويل غير محدود: دعم حكومي مباشر بعشرات المليارات من الدولارات خارج الحسابات التجارية التقليدية.
3. تكامل الدولة والقطاع الخاص: شراكة بين الحكومة، شركات مثل هواوي، ومعاهد بحث وطنية.
4. إعادة توجيه السوق المحلي: فرض استخدام الرقائق الصينية في المؤسسات الحكومية ومشاريع الذكاء الاصطناعي الوطنية.
5. العمل خارج المنظومة الغربية: تقليص الاعتماد على سلاسل التوريد الخاضعة للنفوذ الأميركي.

لماذا هذا التقدم مقلق لواشنطن؟

بحسب رويترز، يكمن القلق الأميركي في أن نجاح الصين في EUV يعني:
• تقويض فعلي لأداة العقوبات التكنولوجية.
• تمكين الصين من إنتاج رقائق ذكاء اصطناعي تنافس Nvidia وAMD خلال سنوات قليلة.
• انتقال الصراع من «منع الصين» إلى «منافسة مباشرة» في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة.
• تقليص النفوذ الأميركي في التحكم بمسار التطور العسكري والاقتصادي للصين.

رويترز: من الاحتواء إلى سباق مفتوح

التقرير يعكس تحوّل نبرة رويترز من الحديث عن إبطاء التقدم الصيني إلى الإقرار بأن بكين قلّصت الفجوة أسرع من المتوقع. وتشير الوكالة إلى أن بعض التقديرات الغربية كانت ترى أن الصين تحتاج 10–15 عامًا للحاق بالغرب، بينما تشير المعطيات الحالية إلى أفق أقصر بكثير (2028–2030).

التداعيات العالمية

تحليل رويترز يخلص إلى أن العالم يتجه نحو:
• انقسام تكنولوجي عالمي (Tech Decoupling).
• سباق تسلح رقمي في الذكاء الاصطناعي.
• إعادة رسم سلاسل توريد الرقائق.
• تراجع فعالية العقوبات كأداة استراتيجية طويلة الأمد.

خلاصة

ما تكشفه رويترز ليس مجرد تقدم تقني، بل تحول جيواستراتيجي:
الصين لم تكسر فقط قيود التصدير الأميركية، بل أعادت تعريف قواعد اللعبة في صناعة الرقائق، مثبتة أن الهيمنة التكنولوجية لم تعد محصّنة بالعقوبات وحدها.

وفي ظل هذا الواقع، يبدو أن معركة الذكاء الاصطناعي لم تعد تدور حول من يملك الرقائق اليوم، بل من يملك القدرة على تصنيعها غدًا.

اقرأ أيضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com