كشفت تقارير صحفية دولية عن طرح أمريكي يحمل اسم «مشروع صنرايز» (Project Sunrise) يهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة وتحويله إلى مدينة ساحلية عالية التقنية، بكلفة تقديرية تبلغ 112.1 مليار دولار وعلى مدى زمني يتراوح بين 10 و20 عامًا، في وقت أثار فيه المقترح انتقادات واسعة تتعلق بمصير حل الدولتين والحقوق السياسية للفلسطينيين.
وبحسب وول ستريت جورنال، أُعدّت الخطة خلال الأسابيع الماضية من قبل فريق يضم مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من بينهم جاريد كوشنر و ستيف ويتكوف، بالتشاور مع مسؤولين إسرائيليين وشركات مقاولات خاصة. وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها للمساهمة بنحو 20% من إجمالي التمويل عبر منح وضمانات ديون، على أن يُستكمل التمويل من مانحين دوليين وإقليميين، من بينهم دول خليجية، إضافة إلى تركيا ومصر.
من جهتها، أفادت تايمز أوف إسرائيل بأن المقترح يتصور إنشاء «غزة جديدة» ببنية تحتية متطورة، تشمل مناطق عمرانية ذكية، ومراكز تكنولوجية، ومشروعات سياحية واقتصادية كبرى، مع طرح «رفح الجديدة» كمقر محتمل للحكم، وإعادة تصميم مدينة غزة لتكون «مدينة ذكية» ذات طابع استثماري.
غير أن الخطة، وفق ما نقلته هآرتس عن مصادر مطلعة، تثير إشكالات جوهرية، أبرزها غياب تصور واضح لمصير نحو مليوني فلسطيني نازح خلال سنوات إعادة الإعمار الطويلة، وعدم تحديد الجهات التي ستتحمل العبء الأكبر من التمويل، فضلًا عن افتراضها وجود بيئة سياسية وأمنية مستقرة بعد الحرب، وهو ما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه «غير مضمون».
وفي السياق ذاته، برزت انتقادات تتعلق بتأثير الخطة على مصير حل الدولتين، إذ حذّر دبلوماسيون ومراقبون من أن التركيز على الإعمار الاقتصادي والعمراني من دون إطار سياسي واضح قد يؤدي إلى تهميش مسار إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأشارت التقارير إلى أن الخطة لا تتضمن إشارات صريحة لقضايا الحل النهائي، بما في ذلك الدولة الفلسطينية والقدس والحدود، ما يثير مخاوف من تكريس واقع جديد يُدار فيه قطاع غزة كمشروع اقتصادي منفصل، بدل كونه جزءًا من تسوية سياسية شاملة.
كما شددت جهات فلسطينية ومنظمات دولية على أن أي عملية إعادة إعمار يجب أن تنطلق من مرجعيات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، محذّرة من أن تجاوز البعد السياسي قد يحوّل الإعمار إلى بديل عن حل الدولتين بدل أن يكون داعمًا له.
ويأتي تداول «مشروع صنرايز» في وقت لا تزال فيه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بالغة الصعوبة، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار، وإطلاق مسار سياسي شامل يسبق أي خطط إعمار كبرى، ويضمن معالجة جذور الصراع، لا الاكتفاء بالحلول العمرانية والاقتصادية.
اقرأ ايضًا:
