الإثنين - 2025/12/15 9:57:05 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

تصاعد التوترات الإقليمية في شرق آسيا مع تزايد الأنشطة الصينية قرب تايوان

في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات الإقليمية في شرق آسيا، كشفت تقارير إعلامية، أبرزها من صحيفة The Straits Times، أن قوات خفر السواحل التايوانية تواجه أنشطة صينية متزايدة قرب جزر كينمن المقابلة للساحل الصيني.
بالإضافة إلى ذلك، وصفت مصادر دفاعية تايوانية هذه التحركات بأنها “عمليات رمادية” جديدة ضمن سياسة الضغط التدريجي التي تتبعها بكين تجاه تايبيه.

تحركات بحرية متكررة قرب خط المنتصف

وذكرت الصحيفة أن الزوارق الصينية، العسكرية والمدنية، كثّفت وجودها قرب المياه التايوانية. كما باتت تقترب بشكل متكرر من خط المنتصف الفاصل بين الجانبين، دون تجاوزه بشكل مباشر.
علاوة على ذلك، يرى محللون أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى اختبار رد الفعل التايواني، مع تأكيد النفوذ الصيني في المنطقة دون الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة.
في المقابل، تحاول تايوان الردّ بحذر لتجنب أي تصعيد قد يشعل مواجهة أكبر.

سياسة “المنطقة الرمادية” كأداة ضغط

يرى مراقبون أن هذه الأنشطة تندرج ضمن ما يُعرف باسم “عمليات المنطقة الرمادية”. وتشمل هذه العمليات، على سبيل المثال، الضغوط النفسية والبحرية والإعلامية التي تمارسها الصين لإضعاف معنويات تايوان.
كذلك، تهدف بكين إلى إرسال رسائل سياسية واضحة إلى الولايات المتحدة واليابان، اللتين تعتبران الحليفين الأبرز لتايبيه.
نتيجةً لذلك، يُنظر إلى هذه التحركات على أنها محاولة ممنهجة لتقويض الاستقرار الإقليمي عبر خطوات محسوبة بدقة.

توقيت حساس وتوتر متصاعد مع اليابان

تأتي هذه التحركات الصينية في توقيت حساس للغاية. فخلال الأيام الماضية، تصاعدت التصريحات بين بكين وطوكيو بعد أن أعلنت رئيسة الوزراء اليابانية استعداد بلادها لدعم تايوان في حال وقوع هجوم صيني.
على الرغم من ذلك، ترفض الصين أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية، وتؤكد أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها.
وبسبب هذه المواقف، تحوّل كل من بحر الصين الشرقي وبحر تايوان إلى محور اهتمام أمني دولي متزايد.

أهداف الصين وإعادة رسم حدود النفوذ

بحسب التحليلات، تسعى بكين من خلال هذه الخطوات إلى إعادة ترسيم حدود نفوذها الفعلي دون خوض حرب مفتوحة.
كما تعتمد على الضغوط المستمرة لإضعاف قدرة تايوان على الحفاظ على استقلالية قراراتها الدفاعية والسياسية.
بالإضافة إلى ذلك، تركز الصين على استنزاف الموارد التايوانية من خلال استدعاءات بحرية متكررة وتوترات إعلامية وسياسية متواصلة.
لذلك، يرى بعض الخبراء أن هذا النهج يهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض دون إطلاق رصاصة واحدة.

مخاوف من احتكاك غير مقصود

يحذر خبراء من أن استمرار هذه الاستراتيجية قد يؤدي إلى تغيير تدريجي في ميزان القوى البحرية في المنطقة.
كذلك، قد تتزايد احتمالات الاحتكاك غير المقصود بين القوات الصينية والتايوانية.
نتيجةً لذلك، ترتفع المخاوف من اندلاع أزمة أوسع إذا لم تتحرك الأطراف عبر القنوات الدبلوماسية لاحتواء التوتر.

الصين تمضي في سياسة “الضغط الصامت”

في النهاية، تؤكد التطورات الأخيرة أن الصين تمضي في تنفيذ سياسة “الضغط الصامت”.
كما تمزج هذه المقاربة بين الحزم العسكري والبرود الدبلوماسي لتحقيق مكاسب سياسية من دون صدام مباشر.
وبذلك، تسعى بكين إلى فرض واقع جديد في مضيق تايوان، بينما تراقب القوى العالمية المشهد بحذر متزايد.

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com