تتسارع المواقف الإقليمية في أمريكا اللاتينية على وقع التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة و فنزويلا ، في ظل تحركات دبلوماسية وعسكرية متوازية، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة.
في البرازيل، أعلن الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا استعداده للوساطة بين واشنطن وكراكاس، محذرًا من خطر اندلاع “حرب إقليمية مدمّرة” في أمريكا اللاتينية، ومؤكدًا أن الحل يجب أن يكون عبر التفاوض لا عبر التصعيد، بحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام دولية.
أما في كولومبيا، فقد انتقد الرئيس غوستافو بيترو الوجود العسكري الأمريكي المتزايد قرب الحدود مع فنزويلا، معتبرًا أن واشنطن “تسعى إلى حرب من أجل النفط”، كما رفض أي دور عسكري لبلاده ضد كراكاس، داعيًا إلى مسار سياسي وانتخابي يضمن الاستقرار.
وفي ترينيداد وتوباغو، أعلنت الحكومة أنها سمحت للطائرات العسكرية الأمريكية باستخدام مطاراتها لأغراض لوجستية فقط، مع نفيها القاطع الانخراط في أي عمل عسكري أو حصار نفطي ضد فنزويلا، مؤكدة تمسكها بالحياد.
من جهتها، أكدت غيانا رغبتها في التعاون مع إدارة واشنطن في مكافحة التهريب والجريمة العابرة للحدود، مشددة في الوقت ذاته على متانة علاقاتها مع الولايات المتحدة، بعد توقيع اتفاقيات حديثة لتوسيع التعاون العسكري.
وفي كوراساو و أروبا و بونير، التابعة للتاج الهولندي، أكدت السلطات المحلية أن الجزر “محايدة”، رغم تعاونها الأمني والبحري الوثيق مع هولندا والقيادة الجنوبية للجيش الأمريكي، وفق ما نقلته مصادر إعلامية غربية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تحركات بحرية أمريكية في البحر الكاريبي، وتحذيرات أمنية للطيران المدني، دون تأكيد رسمي عن أي هجوم وشيك أو تفعيل صافرات إنذار في العواصم المعنية.
تُظهر مواقف دول الجوار تباينًا واضحًا بين الوساطة والحياد والتعاون الأمني المحدود، في محاولة لاحتواء التصعيد ومنع تحوله إلى صدام إقليمي مفتوح، وسط دعوات متكررة للحلول الدبلوماسية وحماية الاستقرار في أمريكا اللاتينية.
اقرأ أيضًا:

