أعلن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف أن القوات الروسية حافظت على المبادرة الاستراتيجية في منطقة العملية العسكرية الخاصة طوال عام 2025، محققة تقدماً على معظم الجبهات، ومؤكداً أن خطر التوغل في مناطق بيلغورود وكورسك وبريانسك تراجع بفضل إنشاء منطقة عازلة في المناطق الحدودية الأوكرانية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بيلوسوف في الاجتماع السنوي الختامي لوزارة الدفاع، استعرض فيها تطورات الوضع الميداني والقدرات القتالية وخطط التحديث.
الوضع الميداني
وأوضح الوزير أن وتيرة تقدم مجموعات القتال «الشرق» و«الوسط» و«الغرب» زادت بمعدل 1.5 إلى مرتين مقارنة بعام 2024، معتبراً ذلك «إنجازاً كبيراً». وأشار إلى تحرير منطقة كورسك وتدمير مواقع محصنة مهمة للقوات الأوكرانية في دونباس وزابوروجيه.
وأضاف أن قوات مجموعة «دنيبر» تخوض معارك على محاور الاقتراب من مدينة أوريخوف في زابوروجيه، وتسيطر بثبات على جزر نهر دنيبر، متصدية لمحاولات إنزال أوكرانية على لساني تيندرا وكينبورن. كما لفت إلى أن تحرير كوبيانسك سيساعد على توسيع نطاق الأمن في خاركوف وتقليص القصف على شمال جمهورية لوغانسك الشعبية، فيما يتواصل تحرير كراسنِي ليمان بما يمهّد لعزل سلافيانسك.
وأكد بيلوسوف أن القوات الروسية حررت هذا العام أكثر من 300 بلدة وما يزيد على 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي، أي أكثر بنحو الثلث مقارنة بالعام الماضي، معتبراً أن «انهيار دفاعات القوات الأوكرانية أمر حتمي»، وأن حلفاء كييف الغربيين «أدركوا ذلك».
التهديدات الأطلسية
وأشار وزير الدفاع إلى تغيّر طبيعة التهديدات للأمن العسكري الروسي خلال السنوات الثلاث الماضية، مع استمرار الناتو في تعزيز قواته وتحديث ترسانته النووية وتطوير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي. وقال إن مساعي التسوية الدبلوماسية للنزاع الأوكراني تتزامن مع محاولات أوروبية وكييف «إطالة أمد الصراع» لإضعاف روسيا.
وأضاف أن قوات الناتو بدأت استعدادات نشطة لاحتمال صراع مسلح مع روسيا بحلول عام 2030، مع خطط لتسهيل نقل القوات إلى الجناح الشرقي عبر ما يُعرف بـ«شنغن عسكري»، ما يعني بحسبه استمرار العمليات خلال عام 2026.
الحفاظ على الأرواح والجاهزية
أفاد بيلوسوف بأن الخدمات الطبية العسكرية تنقذ أكثر من 90% من المصابين في ساحات القتال، وأن زمن نقل الحالات الحرجة إلى منشآت طبية متقدمة تقلّص من 40 إلى 36 ساعة خلال عامين، مع التركيز على إنقاذ الأرواح خلال «الساعة الذهبية».
القوى البشرية والتشكيلات
وأوضح أن الجيش الروسي تجاوز هدف التجنيد لعام 2025 بعد توقيع نحو 410 آلاف عقد خدمة. كما تلقّى أكثر من 27 ألف مجند تدريباً في 20 اختصاصاً، مع إضافة ثماني مهن جديدة لتشغيل الطائرات المسيّرة، على أن يرتفع عدد الاختصاصات إلى 30 العام المقبل. وأُنشئت هذا العام 5 فرق و13 لواءً و30 فوجاً، مع خطط لتشكيل 4 فرق و14 لواءً و39 فوجاً إضافياً في 2026.
التسليح والتقنيات
وفي مجال التسليح، أعلن بيلوسوف أن القوات النووية البحرية تسلّمت الغواصة الاستراتيجية النووية «كنياز بوجارسكي» من فئة «بوريه-أ» المزوّدة بصواريخ بولافا، مع استمرار بناء غواصتين أخريين. كما تواصل قوات الصواريخ الاستراتيجية إعادة التسليح بمنظومة «يارس»، وبدأ نشر شريحة دفاع جوي جديدة قائمة على مُعترِضات FPV. ودخل أول فوج من منظومات S-500 القادرة على اعتراض أهداف في الفضاء الخدمة القتالية.
الإنفاق والكفاءة
وقال الوزير إن وزارة الدفاع عملت هذا العام في ظل قيود مالية صارمة، حيث بلغ الإنفاق 7.3% من الناتج المحلي الإجمالي في 2025، مع توقع خفض طفيف في 2026 عبر ترتيب الأولويات. وجرى توفير قرابة تريليون روبل هذا العام، ستُوجَّه لشراء أسلحة مطلوبة. كما ارتفعت إمدادات الأسلحة والمعدات والذخائر بنسبة الثلث مقارنة بعام 2024، وتضاعفت وتيرة تزويد القوات بالمركبات المدرعة، فيما بلغت فعالية الدفاع الجوي في صد الهجمات الأوكرانية 97%.
الذكاء الاصطناعي ودعم العسكريين
وشدد بيلوسوف على أن اعتماد التقنيات المبتكرة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، سيكون محور تحديث القوات على المدى الطويل. وعلى صعيد الرعاية، أعلن بدء التحول إلى التعاملات دون ورق في 2026، مع تسريع صرف الرواتب من 24 ساعة إلى 30 دقيقة، وتقليص مدد التعويضات القتالية من ثلاثة أشهر إلى ثلاثة أيام.
وختم وزير الدفاع بالتأكيد على توافر «كل الشروط» لتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة والحفاظ على جاهزية القوات الروسية على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا:
