يلقي الخلاف داخل الحزب الجمهوري بشأن كيفية التعامل مع انتهاء الدعم المؤقت لتأمين الرعاية الصحية ضمن برنامج «أوباماكير» بظلاله على سباقات الانتخابات النصفية المرتقبة، ما يخلق تباينات حادة بين المرشحين في الانتخابات التمهيدية، ويزيد الضغوط على عدد من شاغلي المقاعد الجمهوريين في ولايات متأرجحة قبل استحقاق نوفمبر.
ومع اقتراب انتهاء الإعانات التي أُقرت خلال جائحة كوفيد-19، والتي يُتوقع أن يؤدي انقضاؤها إلى زيادات حادة في أقساط التأمين الصحي لملايين الأمريكيين، تتباين مواقف الجمهوريين بشكل لافت؛ إذ يتجنب كثير من أبرز المرشحين في الحزب الإفصاح عن موقف واضح من القضية.
في ولاية ميشيغان، برزت الإعانات الصحية كأحد أولى نقاط الخلاف بين مرشح مجلس الشيوخ المدعوم من الرئيس دونالد ترامب، مايك روجرز، ومنافسته الجديدة برناديت سميث، الرئيسة السابقة المشاركة للحزب الجمهوري في الولاية. وفي لويزيانا، يواجه مقترح السيناتور بيل كاسيدي، الذي يدعو إلى استبدال الإعانات بحسابات ادخار صحية ممولة اتحادياً، انتقادات من منافسيه في الانتخابات التمهيدية. أما في جورجيا، التي تعتمد بدرجة كبيرة على «أوباماكير»، فقد امتنع جميع المرشحين الجمهوريين الثلاثة لمنافسة السيناتور الديمقراطي جون أوسوف عن الالتزام بأي خطة صحية محددة.
ووفقاً لمسح أجرته صحيفة «بوليتيكو» شمل 24 مرشحاً جمهورياً في سباقات رئيسية، لم يرد 10 منهم على طلبات متكررة للتعليق حول تفضيلاتهم في سياسة الرعاية الصحية، بينما اكتفى آخرون بإجابات عامة.
في المقابل، يدعو بعض الجمهوريين الذين يواجهون سباقات صعبة قيادات الحزب إلى التحرك السريع. وقال النائب براين فيتزباتريك، الذي يقود تحركاً لفرض التصويت على تمديد الإعانات: «أعلم أن ناخبي دائرتي يهتمون كثيراً بهذه القضية، وأعتقد أن هذا ينطبق على كل دائرة في البلاد».
وتشير استطلاعات رأي لمؤسستي «كايسر فاميلي فاونديشن» و«مورنينغ كونسلت» إلى أن غالبية الأمريكيين يؤيدون تمديد الإعانات، فيما أفاد 52% من المشاركين في استطلاع لـ«بوليتيكو» في نوفمبر بارتفاع أقساط التأمين الصحي خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، مع تزايد القلق من تكاليف الرعاية الصحية غير المتوقعة. وحمّل نحو نصف من يرون أن الرعاية الصحية باتت مكلفة إدارة ترامب مسؤولية هذه الأوضاع.
وشهد مجلس الشيوخ، الخميس، فشل مقترحين متنافسين؛ أحدهما ديمقراطي لتمديد الإعانات ثلاث سنوات، والآخر جمهوري قدمه كاسيدي. غير أن أربعة جمهوريين، بينهم السيناتوران سوزان كولينز من مين وسين دان سوليفان من ألاسكا، صوتوا إلى جانب الديمقراطيين، في خطوة عكست مخاوف انتخابية في ولاياتهم.
وبحسب تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس، قد يؤدي انتهاء الإعانات إلى فقدان نحو 4 ملايين شخص للتأمين الصحي بحلول عام 2034، مع ارتفاع متوسط أقساط التأمين من 888 دولاراً هذا العام إلى 1904 دولارات العام المقبل.
وتتباين مقترحات المرشحين الجمهوريين لمعالجة الأزمة بين الدعوة إلى تمديد مؤقت للإعانات والعمل على نموذج جديد للرعاية الصحية، أو التركيز على خفض التكاليف وتنظيم السوق. في المقابل، يسعى الديمقراطيون إلى ربط منافسيهم الجمهوريين بانتهاء الإعانات، وسط استعداد جماعات ضغط لإطلاق حملات إعلانية هجومية.
ويحذر بعض الجمهوريين من أن القضية قد تؤثر على نتائج الانتخابات، إذ قال النائب جيف فان درو: «هل يمكن أن تكلف هذه المسألة الحزب بضع نقاط في الانتخابات؟ نعم، أعتقد ذلك»
اقرأ ايضًا:
