طوكيو – تدرس الحكومة اليابانية تخصيص نحو 9 تريليونات ين (قرابة 58 مليار دولار) لميزانية الدفاع في السنة المالية 2026، في خطوة من شأنها أن تسجّل رقمًا قياسيًا جديدًا، وفق ما أفادت به مصادر مطّلعة اليوم الجمعة.
ويفوق هذا الرقم ميزانية الدفاع القياسية الحالية البالغة 8.7 تريليونات ين في الموازنة الأولية للسنة المالية الجارية التي تبدأ في أبريل، في وقت تواجه فيه اليابان تحديات أمنية متزايدة مرتبطة بتصاعد الأنشطة العسكرية الصينية واستمرار برامج الصواريخ والأسلحة النووية لكوريا الشمالية، إضافة إلى ضغوط أميركية لرفع الإنفاق الدفاعي.
وبحسب المصادر، من المتوقع أن تُدرج هذه المخصصات ضمن مشروع الموازنة الأولية للسنة المالية 2026، وهو العام الرابع من خطة الحكومة الخمسية لتعزيز القدرات الدفاعية، التي تبلغ قيمتها الإجمالية 43 تريليون ين، على أن يقرّها مجلس الوزراء برئاسة رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي في وقت لاحق من الشهر الجاري.
صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة
وتشمل النفقات الدفاعية المخططة شراء صواريخ موجّهة فرط صوتية تفوق سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت (ماخ 5)، إضافة إلى تطوير صواريخ أرض–جو متوسطة المدى لتعزيز القدرة على اعتراض الصواريخ الباليستية، وفق المصادر نفسها.
كما تعتزم اليابان اقتناء طائرات مسيّرة لدعم بناء منظومة دفاع ساحلي متعددة الطبقات تُعرف باسم “Shield”، تقوم على نشر أعداد كبيرة من المركبات غير المأهولة الجوية والسطحية وتحت الماء، ذات التكلفة المنخفضة نسبيًا.
رفع الإنفاق إلى 2% من الناتج المحلي
ومنذ توليها رئاسة الحكومة في أكتوبر الماضي، تعهّدت تاكايتشي بتسريع تحقيق هدف رفع الإنفاق الدفاعي وما يتصل به إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، قبل الموعد المخطط له بعامين، ليصبح في السنة المالية 2025.
في المقابل، أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة تضغط على اليابان لرفع إنفاقها الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، واستمرار تجارب كوريا الشمالية الصاروخية والنووية.
تحوّل عن السقف التقليدي
وقبل إقرار الخطة الخمسية الحالية لتعزيز الدفاع، ظلّت ميزانية الدفاع اليابانية مقيدة لسنوات طويلة بسقف يقارب 1% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل نحو 5 تريليونات ين سنويًا، ما يجعل التوجه الحالي تحوّلًا لافتًا في السياسة الدفاعية للبلاد.
ويعكس هذا التوجه، وفق مراقبين، تغيرًا استراتيجيًا في مقاربة اليابان للأمن القومي، في ظل بيئة إقليمية ودولية تشهد تصاعدًا في التوترات والمخاطر الأمنية.
اقرأ ايضًا:

