في خطوة تؤكد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، أعلن وكيل وزارة النفط الشيخ الدكتور نمر فهد المالك الصباح اليوم الثلاثاء أن مذكرة التفاهم الموقعة مع المملكة العربية السعودية تمثل محطة مهمة تعود بالنفع على الجانبين في مجالات الاقتصاد والتخطيط والتنمية المستدامة.
رؤية مشتركة لتعزيز الاقتصاد
وأوضح الشيخ نمر الصباح، وهو رئيس لجنة التنسيق في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة والصناعة المنبثقة عن مجلس التنسيق الكويتي – السعودي، أن المذكرة التي وُقّعت يوم الإثنين تهدف إلى توسيع التعاون في مجالات التخطيط متوسط وطويل المدى.
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي تماشيًا مع رؤية الكويت 2035 ورؤية السعودية 2030، واللتين تسعيان إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن البلدين يمتلكان خبرات وكفاءات كبيرة قادرة على دعم هذا التعاون وتحقيق التطور المنشود.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد أن المذكرة تفتح الباب أمام برامج شراكة استراتيجية في المجالات الاقتصادية المختلفة.
محاور التعاون الاقتصادي
تشمل المذكرة، بحسب الصباح، التعاون في الدراسات الاقتصادية والنمذجة والسياسات العامة.
كما تتضمن تطوير الخطط الاقتصادية وحوكمتها، وتعزيز المعرفة والإعلام الاقتصادي، إلى جانب تأهيل القيادات الاقتصادية الشابة.
وبمعنى آخر، فإن الاتفاق يهدف إلى تأسيس قاعدة معرفية قوية تدعم عملية اتخاذ القرار الاقتصادي في البلدين.
وعلاوة على ذلك، ركزت المذكرة على الاقتصاد الأخضر والدائري والرقمي.
ويأتي ذلك في إطار التحول العالمي نحو الاستدامة البيئية والتقنيات الحديثة، وهو ما يعكس رؤية البلدين لبناء اقتصاد متوازن يحافظ على الموارد الطبيعية.
ورش عمل واجتماعات مقبلة
وبيّن الشيخ نمر الصباح أنه سيتم تنظيم ورش عمل وندوات متخصصة لشرح آلية التعاون بين الكويت والسعودية.
وأضاف أنه سيتم الاستعانة بخبراء ومراكز بحثية من الجانبين لإعداد دراسات تساعد في تطوير السياسات الاقتصادية المستقبلية.
وأردف قائلًا إن الكويت ستستضيف اجتماع لجنة التنسيق في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة والصناعة في الثاني من ديسمبر المقبل.
وسيحضر الاجتماع وفود من المملكة العربية السعودية، ما يعزز الحوار المباشر والتكامل الاقتصادي بين الطرفين.
التركيز على التحول الأخضر والرقمي
وشدد الصباح على أن المرحلة القادمة ستشهد اهتمامًا أكبر بالاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي.
وأشار إلى أن التحول نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الدائري لم يعد خيارًا، بل ضرورة لضمان مستقبل أكثر استدامة.
وبذلك، تسعى الكويت والسعودية إلى خلق فرص عمل جديدة وتطوير قطاعات صناعية وتقنية مبتكرة تخدم الأجيال القادمة.
تعاون استراتيجي نحو المستقبل
وفي ختام تصريحه، أكد الشيخ نمر الصباح أن هذه المذكرة ليست مجرد اتفاق رسمي، بل خطوة استراتيجية نحو شراكة اقتصادية طويلة الأمد.
وأضاف أن التعاون الكويتي السعودي يمثل نموذجًا يحتذى به في التكامل الخليجي، مشيرًا إلى أن نتائجه ستنعكس إيجابيًا على النمو والاستقرار في المنطقة.
وختم قائلًا: “إن هذه الاتفاقية تؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك، تقوم على الشفافية، والابتكار، والاستثمار في الإنسان والمعرفة”.

