الأحد - 2025/12/14 10:44:07 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

الصين توظف التكنولوجيا الحديثة لتمكين ذوي الإعاقة خلال الألعاب الوطنية في منطقة الخليج الكبرى

شنتشن – تتجه الأنظار في الصين إلى الدور المتنامي للتكنولوجيا الحديثة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك مع انطلاق منافسات الدورة الثانية عشرة للألعاب الوطنية لذوي الإعاقة والدورة التاسعة للألعاب الأولمبية الخاصة، التي تستضيفها حاليًا كل من مقاطعة قوانغدونغ ومنطقتي هونغ كونغ وماكاو.

ويشارك في الألعاب 7,824 رياضيًا يمثلون 34 وفدًا، في حدث يُنظم للمرة الأولى بشكل مشترك بين المناطق الثلاث ضمن إطار منطقة خليج قوانغدونغ–هونغ كونغ–ماكاو الكبرى، حيث انطلقت المنافسات الرئيسية مطلع الأسبوع الجاري.

التكنولوجيا في صلب الحدث

وأكدت اللجنة المنظمة أن التكنولوجيا تمثل العنوان الأبرز لهذه النسخة من الألعاب، إذ جرى توظيف تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، وتقنيات التوأم الرقمي، بهدف توفير بيئة رياضية خالية من العوائق وأكثر شمولًا للرياضيين.

ومن بين أبرز الخدمات، برنامج للترجمة الفورية بلغة الإشارة عبر تطبيق “وي تشات”، يتيح للمستخدمين التواصل مع متطوعين خلال ثوانٍ عبر مكالمات فيديو. وتقول المتطوعة غونغ وي، التي تعمل في هذا المجال منذ أكثر من عام، إن الطلب على الخدمة ارتفع بشكل ملحوظ مع انطلاق الألعاب، مشيرة إلى أن التقنية “لا تزيل الحواجز الجغرافية فحسب، بل تقلص الفجوة النفسية وتمنح ذوي الإعاقة السمعية شعورًا بالثقة والاطمئنان”.

ابتكارات من ذوي الإعاقة أنفسهم

البرنامج طُوّر على يد شي تشنغتشوان، وهو شخص من ذوي الإعاقة السمعية، حيث نجح فريقه في ابتكار برمجيات وأجهزة للترجمة بلغة الإشارة، تُستخدم حاليًا في مؤسسات عامة مثل الدوائر الحكومية والمستشفيات والمدارس.

وفي مواقع المنافسات، أوضح مسؤولون أن منشآت الألعاب جُهزت بوحدات ذكية خالية من العوائق، تشمل أزرار استغاثة، ومنصات استعلام ميسّرة، وأعمدة خدمات ذكية، إضافة إلى أجهزة ترجمة فورية بلغة الإشارة، جميعها مرتبطة بنظام تحكم مركزي لإدارة المرافق.

من المختبر إلى أرض الواقع

وشهد المركز الإعلامي الرئيسي معرضًا تقنيًا استعرض ابتكارات متقدمة، من بينها أنظمة إتاحة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وروبوتات للكلاب المرشدة، وكراسٍ متحركة متطورة قادرة على التعامل مع مختلف التضاريس، وهو ما لاقى اهتمامًا واسعًا من الزوار.

وقال ليو ييآن، العامل في إحدى شركات تصنيع الكراسي الذكية، إن هذه المنتجات مزودة بخوارزميات توازن متقدمة وهياكل ميكانيكية موثوقة، تضمن السلامة والاستقرار، مشيرًا إلى أن مقاطعة قوانغدونغ تعد من أبرز مراكز صناعة تقنيات المساعدة في الصين.

رياضة أكثر شمولًا

وفي مثال آخر على توظيف التكنولوجيا، جرى اعتماد لوحات رمي سهام إلكترونية قابلة لتعديل الارتفاع تلقائيًا لتناسب مستخدمي الكراسي المتحركة. ويقول مدرب فريق رمي السهام لذوي الإعاقة في مقاطعة شنشي، لوو باوغang، إن هذه اللوحات “أكثر أمانًا وموثوقية من النماذج التقليدية، وصُممت بما يلبي احتياجات الرياضيين بشكل مباشر”.

كما تُستخدم روبوتات الكلاب المرشدة لمساعدة الرياضيين المكفوفين، فيما تتيح تقنيات التوأم الرقمي مراقبة تشغيل المرافق لحظة بلحظة، في خطوة تهدف إلى نقل الابتكارات من المختبرات إلى التطبيق العملي والأسواق.

رؤية أبعد من المنافسات

من جهته، أكد تشن شيويه جون، نائب الأمين العام للجنة المنظمة، أن الألعاب تمثل فرصة لدمج خدمات ذوي الإعاقة ضمن مسار التنمية الاجتماعية الشاملة، مضيفًا: “نسعى إلى تحقيق تقدم أكثر جودة واستدامة، بما يمنح الأشخاص ذوي الإعاقة أفقًا أوسع لمستقبل أكثر إشراقًا”.

ويعكس هذا الحدث، بحسب مراقبين، توجهًا صينيًا متصاعدًا نحو استخدام التكنولوجيا كأداة لتمكين الفئات المختلفة في المجتمع، وتحويل الابتكار إلى رافعة للعدالة الاجتماعية والشمول.

اقرأ أيضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com