أعربت الصين، اليوم الخميس، عن معارضتها الشديدة للتحقيقات التجارية التي أطلقتها المفوضية الأوروبية مؤخرًا ضد عدد من الشركات الصينية، معتبرة أنها تحقيقات «هادفة وتمييزية» وتلحق أضرارًا جسيمة بمناخ الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين الجانبين.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، خه يادونغ، قوله خلال مؤتمر صحفي إن التحقيقات الأوروبية، التي فُتحت بموجب لائحة الإعانات الأجنبية، استهدفت شركات صينية من بينها شركة أجهزة المسح «نوكتيك» ومجموعة «سي آر آر سي» المصنعة لعربات السكك الحديدية، مشيرًا إلى أن المفوضية الأوروبية نفذت أيضًا عمليات تفتيش ميدانية مفاجئة لمنصات رقمية صينية.
وأوضح المتحدث أن هذه التحقيقات أثرت بشكل خطير على استثمارات الشركات الصينية في أوروبا، وشكلت حواجز تجارية واستثمارية، لافتًا إلى وجود مشكلات عدة شابت الإجراءات، من بينها عدم كفاية الأدلة والإفراط في إنفاذ القانون وغياب الشفافية.
وأضاف أن مفهوم «الإعانات الأجنبية» لدى الجانب الأوروبي يتسم بالغموض والاتساع المفرط، ويتجاوز ما هو معقول وفق القواعد الدولية والممارسات السائدة، ما أدى إلى تعطيل التشغيل الطبيعي للشركات الصينية وخلق حالة من عدم اليقين في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي شدد القيود الاقتصادية المفروضة على الصين، إذ فتح 12 تحقيقًا في مجال الإغاثة التجارية، إلى جانب ثلاثة تحقيقات لمكافحة الدعم، كما منع عددًا كبيرًا من الشركات الصينية من المشاركة في مشاريع المشتريات العامة والاستثمار الأخضر داخل دوله الأعضاء.
ودعا المتحدث الجانب الأوروبي إلى الوقف الفوري لما وصفه بـ«القمع غير المبرر» للشركات الأجنبية، بما فيها الشركات الصينية، والعمل على تهيئة بيئة أعمال عادلة وشفافة وغير تمييزية وقابلة للتوقع، مؤكدًا معارضة بلاده للحمائية التجارية وتمسكها بانفتاح الأسواق، ومتوعدًا باتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق ومصالح الصين المشروعة.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث أن الصين تجري حاليًا مشاورات مع الاتحاد الأوروبي بشأن قضية السيارات الكهربائية الصينية، داعيًا بروكسل إلى إظهار الجدية والعمل مع بكين من أجل حل القضية عبر الحوار في أقرب وقت ممكن.
اقرأ أيضًا:

