أعلنت الأرشيفات المركزية الصينية، اليوم، تسلّمها دفعة من الوثائق والأدلة المقدّمة من روسيا والمتعلقة بجرائم «الوحدة 731» اليابانية، وهي وحدة الحرب الجرثومية سيئة الصيت التي عملت خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكرت الأرشيفات أن النسخ الأرشيفية الواردة من روسيا تشمل سجلات محاكمات لأعضاء الوحدة 731، وتقارير تحقيق حول الجرائم التي ارتكبتها، إضافة إلى مراسلات رسمية داخلية للسلطات السوفيتية، وتغطي الفترة من 11 مايو 1939 حتى 25 ديسمبر 1950.
وخلال الحرب العالمية الثانية، أنشأت القوات اليابانية شبكة واسعة للحرب البيولوجية في عدد من الدول الآسيوية، وكانت الوحدة 731، المتمركزة في مدينة هاربين بمقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرقي الصين، قاعدة سرية رئيسية لتطوير الأسلحة البيولوجية وإجراء تجارب بشرية. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص من الصين والاتحاد السوفيتي ودول ومناطق أخرى تعرضوا لتجارب بشرية داخل منشآت الوحدة.
وأوضحت الأرشيفات المركزية الصينية أن الوثائق الروسية تكشف تفاصيل عملية التحقيق السوفيتية في المراحل الأولى من محاكمات جرائم الحرب في خاباروفسك عام 1949، حيث جرى تحديد أكثر من 200 شخص على صلة بجرائم الوحدة 731، قبل حصر المسؤولية في 12 مجرم حرب قُدّموا إلى محاكمات علنية. وقد اعترف هؤلاء بانتهاكهم الاتفاقيات الدولية وبالإعداد والتنفيذ لحرب بيولوجية.
ويرى خبراء أن هذه الوثائق تمثل أدلة تاريخية ملموسة على جرائم الحرب البيولوجية اليابانية في الصين، وتؤكد أن تلك الجرائم كانت منظمة على مستوى الدولة، ما يوفّر أدلة قاطعة لدحض أي تشكيك وإعادة الاعتبار للحقيقة التاريخية.
وقال تشو تشن فان، المسؤول في إدارة حفظ الأرشيفات بالأرشيفات المركزية الصينية، إن العديد من هذه المواد تتضمن معلومات لم تكن معروفة سابقاً، وتسهم في استكمال وتأكيد محتويات المجموعات الأرشيفية القائمة. وأضاف أن «تداخل الأدلة وترابطها لا يترك مجالاً للنقاش أو الجدل حول الوقائع التاريخية».
اقرأ أيضًا:

