أصدرت محكمة في مدينة بيزانسون بشرق فرنسا حكمًا بالسجن مدى الحياة بحق طبيب التخدير السابق فريديريك بيشييه، بعد إدانته بتسميم 30 مريضًا عمدًا، بينهم 12 حالة وفاة، في واحدة من أخطر القضايا الطبية التي شهدتها البلاد.
وقضت المحكمة بأن بيشييه قام بتلويث أكياس المحاليل الوريدية بمواد تسببت في توقف القلب أو نزيف حاد، خلال فترات عمله في عيادتين بالمدينة بين عامي 2008 و2017. وأكد الادعاء أن أفعاله حولت مرافق طبية إلى «أماكن موت»، على حد وصفه.
وأصغر ضحايا القضية كان طفلًا يبلغ من العمر أربع سنوات نجا من سكتتين قلبيتين خلال عملية روتينية لاستئصال اللوزتين عام 2016، فيما بلغ عمر أكبر الضحايا 89 عامًا.
وتعود أولى الشبهات إلى عام 2017، عندما تعرضت المريضة ساندرا سيمار (36 عامًا) لتوقف مفاجئ في القلب أثناء جراحة في العمود الفقري. ورغم نجاتها بفضل تدخل طبي، كشفت التحاليل لاحقًا أن أكياس المحاليل الخاصة بها احتوت على تركيزات من البوتاسيوم تفوق المعدلات الطبيعية بمئة مرة، ما دفع السلطات لفتح تحقيق جنائي.
وخلال محاكمة استمرت 15 أسبوعًا، أقرّ بيشييه أحيانًا بإمكانية تعرض بعض المرضى للتسميم، لكنه نفى بشكل قاطع مسؤوليته، مؤكدًا التزامه بقَسَم أبقراط. وقال أمام المحكمة: «لستُ مسمّمًا… لقد حافظت دائمًا على أخلاقيات المهنة».
وقضى الحكم بأن يقضي المتهم حدًا أدنى 22 عامًا خلف القضبان قبل إمكانية الإفراج المشروط. ويملك بيشييه مهلة 10 أيام لتقديم طعن، ما قد يؤدي إلى إعادة المحاكمة خلال عام.
وتعد القضية صدمة كبرى للأوساط الطبية في فرنسا، لما تثيره من تساؤلات حول الرقابة وسلامة المرضى داخل المؤسسات الصحية.
اقرأ أيضًا:

