الرئيس الصيني شي جين بينغ شدد، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، على أن بكين ترحب بالتواصل المتزايد بين موسكو وواشنطن، معتبرًا أن تحسين العلاقات بين الطرفين يمثل خطوة ضرورية للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة للصراع في أوكرانيا.
دعم صيني واضح للحل الدبلوماسي
وفي التفاصيل، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في تصريح للتلفزيون المركزي الصيني (CCTV)، أن الصين تواصل دعمها لمحادثات السلام، وحثّ جميع الأطراف على الانخراط بجدية في حل دبلوماسي شامل يُنهي الحرب المستمرة منذ أربع سنوات. وأوضح أن الحكومة الصينية تبدي استعدادها لدعم أي مبادرة دولية تعزز الاستقرار الإقليمي.
بوتين يستعد للقاء ترامب… وبكين تراقب عن كثب
تأتي هذه المكالمة بالتزامن مع إعلان الكرملين، يوم الخميس، عن لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام المقبلة، بهدف وضع حد للحرب المستمرة في أوكرانيا. وتُدرك القيادة الصينية أهمية هذا التطور، لما له من تأثير مباشر محتمل على الأمن الدولي وأسواق الطاقة.
ترامب يصعّد ضد روسيا والصين ترد
ورغم أن ترامب اتخذ، منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، مواقف أكثر ليونة تجاه روسيا، إلا أنه عبر مؤخرًا عن إحباطه من بطء التقدم في جهود السلام، موجهًا انتقادات صريحة لبوتين. كما هدد بفرض رسوم جمركية باهظة على الدول التي تستورد النفط الروسي، موجهًا كلامه تحديدًا إلى الصين.
وردت الحكومة الصينية سريعًا، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية قوه جيا كون بأن التعاون الصيني الروسي في مجالات التجارة والطاقة “عادل وشفاف”، مؤكدًا أن العلاقات الثنائية تستند إلى المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
الصين تؤكد: أمن الطاقة من أولوياتنا
وفي بيان رسمي، أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية أن بكين ستواصل اتخاذ إجراءات عقلانية لضمان أمنها الطاقي. وشدد على أن هذه الإجراءات تراعي المصالح الوطنية العليا. وأضاف أن العلاقات مع موسكو تمثل خيارًا استراتيجيًا طويل الأجل. كما أشار إلى أن الصين لن تسمح لأي طرف خارجي بالتدخل في سياساتها السيادية بمجال الطاقة.
اتصال ثانٍ خلال شهرين وزيارة مرتقبة لبوتين
جدير بالذكر أن هذا الاتصال بين شي وبوتين هو الثاني خلال أقل من شهرين، مما يعكس عمق التنسيق بين البلدين في القضايا الدولية. ومن المتوقع أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصين في سبتمبر المقبل. ويأتي ذلك للمشاركة في إحياء الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية، وسط ترجيحات بتوسيع مجالات التعاون خلال الزيارة.
بكين تُشدد: لا بديل عن المسار السلمي
وفي ختام الاتصال، جدد الرئيس الصيني موقف بلاده الداعم للمسار السلمي، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع هو الحوار. كما شدد على ضرورة احترام سيادة الدول، والعمل ضمن إطار القانون الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار العالميين.

