الأربعاء - 2025/12/17 2:43:43 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

البيت الأبيض يتبنى الذكاء الاصطناعي علناً في استراتيجيته الإعلامية ويثير جدلاً أخلاقياً

أظهر البيت الأبيض تبنياً غير مسبوق لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مستخدماً إياها بشكل واسع في إنتاج محتوى بصري وإعلامي على حساباته الرسمية، في خطوة تهدف إلى تسريع وتكثيف الرسائل السياسية، لكنها في الوقت ذاته أثارت نقاشاً متزايداً حول الحدود الأخلاقية لاستخدام هذه التكنولوجيا في أعلى مؤسسة سياسية في الولايات المتحدة.

ونشرت الحسابات الرسمية للبيت الأبيض على منصة «إكس» وصحيفة الرئيس دونالد ترامب على «تروث سوشيال» صوراً ومقاطع مولدة بالذكاء الاصطناعي، من بينها مشاهد للبيت الأبيض مزيناً بأقواس «ماكدونالدز» الذهبية، أو محاطاً بعملات ذهبية على أنغام أغنية «24K Magic»، إضافة إلى صور لترامب في شخصيات خيالية أو رمزية، في مناسبات مختلفة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الإدارة «ستستخدم أي أداة متاحة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لملء المحتوى وتسريعه»، موضحاً أن هذه التقنيات تتيح إنتاج مواد إعلامية خلال دقائق بدلاً من ساعات، ما يمنح الإدارة مرونة وسرعة أكبر في إيصال رسائلها.

ويعد هذا الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي المرة الأولى التي تعتمد فيها منصة رئاسية رسمية على هذه التكنولوجيا بهذا الشكل الواسع، ما دفع خبراء في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي إلى التساؤل عما إذا كان قد تم تجاوز «الخط الفاصل» في كيفية تفاعل الحكومات مع الرأي العام.

ورغم تأكيد مسؤولين في الإدارة أن المحتوى المنشور لا يهدف إلى الخداع، حذر مختصون من أن تطبيع الصور المعدلة أو المولدة قد يؤدي إلى تشويه الواقع. وقال منظّر الذكاء الاصطناعي جون نوستا إن «المنطقة الرمادية تكمن في ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يعزز التواصل أم يتلاعب به»، مشيراً إلى أن الفكاهة قد تكون مقبولة، لكن استخدامها للتأثير أو التضليل قد يصبح إشكالياً.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ليز هوستون إن الإدارة تمتلك «أسلوباً تواصلياً فريداً واستراتيجية غير مسبوقة» بقيادة ترامب، واصفة إياه بـ«أحد أعظم المتواصلين في تاريخ السياسة الأمريكية». فيما أوضحت المتحدثة الصحفية كارولاين ليفيت أنها لم ترَ الرئيس يستخدم الذكاء الاصطناعي بنفسه، مرجحة أن يكون المحتوى من إنتاج فريقه الإعلامي.

ويرى مقربون من البيت الأبيض أن هذه المقاربة تستهدف الوصول إلى فئات أصغر سناً والتميز وسط تدفق هائل من المحتوى الرقمي، معتبرين أن الذكاء الاصطناعي «هو المستقبل، بل الحاضر»، رغم الإقرار بأن بعض المواد قد «تتجاوز الخط أحياناً».

وفي سياق أوسع، لا يقتصر اهتمام ترامب بالذكاء الاصطناعي على الإعلام، إذ وقّع أوامر تنفيذية لتسهيل الابتكار في هذا المجال، وأعلنت إدارته نيتها توظيف نحو ألف خبير في الذكاء الاصطناعي لتحديث عمل الحكومة الفيدرالية.

وبينما يرى مؤيدون أن استخدام هذه التقنيات يعكس تطور أدوات الاتصال السياسي، يحذر آخرون من مخاطر أمنية وأخلاقية محتملة، مؤكدين أن التحدي الحقيقي يكمن في تحقيق التوازن بين الابتكار، والشفافية، والحفاظ على ثقة الجمهور في الخطاب الرسمي.

اقرأ أيضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com