الجمعة - 2025/12/12 3:24:55 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

الأمطار تغرق خيام غزة… والبرد يودي بحياة رضيعة فيما يبحث النازحون عن أسياخ الحديد بين الركام لتثبيت خيامهم

اجتاحت أمطار غزيرة قطاع غزة اليوم الخميس، متسببة في غرق مئات الخيام التي تؤوي عائلات نازحة، بينما أودى البرد القارس بحياة الرضيعة رهف أبو جزر، البالغة من العمر ثمانية أشهر، بعد أن غمرت مياه الأمطار خيمة عائلتها في خان يونس جنوب القطاع، وفق ما أفاد به مسؤولون في الصحة ومسعفون. وتأتي هذه المأساة في وقت يشهد فيه القطاع واحدة من أقسى موجات الشتاء في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع الإنسانية.

من الركام إلى الخيام… رحلة يومية للبحث عن الحديد

ومع انخفاض درجات الحرارة ليلاً، يواصل نازحون فلسطينيون التنقل يومياً إلى بيوتهم المدمرة لاستخراج قضبان وأسياخ حديدية من بين الجدران المنهارة. كانت هذه الأسياخ يوماً ما تحمل أسقف البيوت، لكنها اليوم تُستخدم لتثبيت الخيام الضعيفة التي أصبحت الملاذ الوحيد لآلاف العائلات.

وبأدوات بدائية لا تتعدى المجارف والمعاول والمطارق، يمضي العمل ببطء وشقّ كبير، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى هذه المواد بعد أن أغرقت الأمطار الغزيرة أمتعة الكثير من الأهالي داخل الخيام.

قصص من قلب المأساة

في خان يونس، كان وائل الجبرا (53 عاماً) يحاول تثبيت خيمة مؤقتة باستخدام قضيبين فولاذيين، قائلاً:
“مفيش معي مصاري إني أشتري خشب… اضطريت أطلع الحديد هذا من البيت. البيت خمس أدوار. ما الناش إلا الله وهاي حالتنا زي ما أنت شايف.”

أما سليمان العرجة (19 عاماً)، فيقضي أيامه في تكسير الأنقاض بحثاً عن الحديد، ويقول:
“بنروح نلفلف على البيوت المهدمة… مرات بنقعد أسبوع أو أسبوع ونص نكسر في الحديد. الشغل صعب بس لازم نعيش.”

61 مليون طن من الركام… وسبع سنوات لإزالته

وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، خلّفت الحرب ما يقارب 61 مليون طن من الأنقاض، استناداً إلى صور الأقمار الصناعية. وقدّر البرنامج أن إزالة هذه الكمية الهائلة من الركام قد تستغرق سبع سنوات في حال توافرت الظروف المناسبة.

الحديد… سلعة ثمينة في اقتصاد مدمّر

أصبحت أسياخ الحديد تجارة قائمة بذاتها داخل غزة، إذ قد يصل سعر السيخ الواحد بطول 10 أمتار إلى 15 دولاراً، وهو مبلغ كبير بالنسبة لعائلات نازحة بالكاد تملك لقمة العيش.

شتاء قاسٍ وواقع إنساني يزداد سوءاً

تسببت الأمطار الغزيرة في تدمير ما تبقى من مقتنيات العائلات داخل الخيام، فيما يحاول السكان استخدام أي مواد متاحة للتدفئة وسط نقص الوقود والحطب، ما يزيد مخاطر الاختناق أو الحرائق. ويخشى مسؤولو الإغاثة من أن تتفاقم معاناة الأطفال والمرضى وكبار السن مع استمرار الطقس المتجمد.

قيود على دخول مواد البناء

ويتهم الفلسطينيون الاحتلال بحرمانهم من مواد البناء اللازمة، وعلى رأسها الحديد. وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن مواد البناء تُصنف كـ”سلع ذات استخدام مزدوج”، وإن السماح بدخولها لن يتم قبل المرحلة الثانية من خطة السلام الأمريكية، مشيراً إلى مخاوف من استخدامها في بناء الأنفاق.

معركة يومية للبقاء

ورغم وعود دولية بإعادة الإعمار، يؤكد الفلسطينيون أن التفكير في المستقبل صعب، فكل يوم بات معركة للنجاة وسط ظروف معيشية خانقة وفقدان شبه كامل لمقومات الحياة.

أقرأ أيضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com