أعلنت فرنسا رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، وذلك في كلمة ألقاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الرفيع المستوى من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وقال ماكرون إن “الوقت لم يعد يسمح بالانتظار”، مشددًا على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جماعية عن الفشل في تحقيق سلام عادل.
وبالإضافة إلى ذلك، أوضح الرئيس الفرنسي أن وعد إقامة دولة عربية في فلسطين لم يتحقق بعد، لذلك يجب رسم طريق جديد للسلام.
دعوة لإنهاء الحرب في غزة
وفي سياق متصل، أكد ماكرون أن إسرائيل تواصل عملياتها في قطاع غزة بهدف معلن هو تدمير حركة حماس. ومع ذلك، فإن حياة آلاف المدنيين في غزة ما زالت تدمر يوميًا.
وعلاوة على ذلك، قال: “لا مبرر لما يحدث في غزة، ويجب إنهاء الحرب لإنقاذ الأرواح”.
كما أعرب عن تعاطفه مع الإسرائيليين، مطالبًا بالإفراج غير المشروط عن الأسرى المحتجزين لدى حماس.
اعترافات أوروبية متتابعة
من جهة أخرى، لم يقتصر الاعتراف على فرنسا وحدها. فقد أعلنت بلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وأندورا اعترافها بدولة فلسطين رسميًا.
وبالإضافة إلى ذلك، جاء هذا الاعتراف بعد يوم واحد فقط من إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال الموقف نفسه.
لوكسمبورغ تدعم حل الدولتين
أكد رئيس وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن أن بلاده اعترفت رسميًا بدولة فلسطين. وأوضح في كلمته خلال المؤتمر أن حل الدولتين يبقى الطريق الوحيد نحو سلام دائم.
وعلاوة على ذلك، شدد على أن الاعتراف يفتح الباب أمام التزامات جديدة لدعم الفلسطينيين سياسيًا وإنسانيًا.
مالطا تنضم لقائمة الدول المعترفة
وفي مداخلة أخرى، أعلن رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا اعتراف بلاده بدولة فلسطين. وقال أبيلا: “لا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط إلا عبر الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة”.
وبالإضافة إلى ذلك، دعا أبيلا المجتمع الدولي إلى توفير الدعم اللازم للشعب الفلسطيني من أجل بناء مؤسسات قوية قادرة على تحقيق التنمية.
مواقف أوروبية متقاربة
وعلى سبيل المثال، أكدت موناكو وأندورا أن اعترافهما بدولة فلسطين يأتي انسجامًا مع القيم الأوروبية القائمة على العدالة والحرية وحقوق الإنسان.
في المقابل، اعتبرت هذه الدول أن المماطلة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية ساهمت في استمرار دوامة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.
لذلك، شددت على أن هذه الخطوة لا تعني عداءً لإسرائيل، وإنما تمثل دعمًا واضحًا لحل سياسي عادل ومتوازن.
انعكاسات القرار على المشهد الدولي
نتيجةً لذلك، شكّل المؤتمر محطة فارقة في مسار القضية الفلسطينية. فمع الاعترافات المتلاحقة من دول كبرى وصغرى على حد سواء، باتت فلسطين أقرب إلى نيل مقعد كامل العضوية في الأمم المتحدة.
ومن ناحية أخرى، يرى محللون أن الاعترافات الأوروبية ستزيد الضغوط على دول لم تحدد بعد موقفها، مثل ألمانيا والولايات المتحدة.
وعلاوة على ذلك، فإن الاعتراف الجماعي يفتح الباب أمام تحركات جديدة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
الرسالة الموجهة لإسرائيل
في الوقت نفسه، وجهت هذه الاعترافات رسالة سياسية قوية لإسرائيل. فهي تؤكد أن استمرار الحرب في غزة والتهجير القسري للفلسطينيين يفاقم عزلة تل أبيب دوليًا.
على الرغم من ذلك، أكد بعض القادة الأوروبيين على ضرورة ضمان أمن إسرائيل كجزء من أي تسوية شاملة.
خاتمة
في الختام، يمكن القول إن مؤتمر نيويورك شكّل نقطة تحول مهمة. فاعتراف فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وأندورا بدولة فلسطين، بعد خطوة مماثلة من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، يعكس إجماعًا دوليًا متصاعدًا على ضرورة إنهاء المأساة المستمرة في غزة وتحقيق حل الدولتين.
وبالإضافة إلى ذلك، يفتح هذا الاعتراف المتسلسل أفقًا جديدًا للفلسطينيين نحو نيل حقوقهم المشروعة على الساحة الدولية.

