أسيري: الكويت مؤهلة لتكون عاصمة السلام في العالم

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د.عبدالرضا أسيري إن الكويت تتميز باستقرارها الأمني وأسرتها الحاكمة التي اختارها الشعب الكويتي وهي تأخذ رأيه، وتطبق العدالة والمساواة، مشيرا إلى أن من أدوات السياسة الخارجية لدى الكويت تميزها بأنها دولة وساطة وحل النزاعات.

جاء ذلك خلال ندوة أقامتها مكتبة الكويت الوطنية أمس الأول عن كتاب الشهر بعنوان «سياسة الكويت الخارجية 1991-2016» «إنجازات الماضي.. سياسات الحاضر.. وآفاق المستقبل»، وهذا الكتاب من تأليف د.عبدالرضا أسيري، وكان ذلك بحضور النائبة والوزيرة السابقة د.معصومة المبارك، ومدير عام مكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل، وقد أدار الندوة أبرار ملك من قسم المكتبات بمكتبة الكويت الوطنية.

وذكر د.أسيري ان الكتاب يناقش دور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في السياسة الخارجية منذ استقلال الدولة حتى الوقت الحالي، مبينا ان سموه ترك بصماته في السياسة الخارجية، ودوره المؤثر في السياسات الإقليمية والعربية، كما تطرق إلى مصداقية صاحب السمو (حكيم العرب) الشيخ صباح الأحمد بما يمتلكه من رصيد زاخر من العلاقات الخارجية و الديبلوماسية الثاقبة والاحترام الشخصي المميز، والدليل على ذلك دوره في الأزمة الخليجية – الخليجية والدعم الكبير من قبل دول العالم والمنظمات العالمية للكويت.

وأشار د.أسيري إلى أن الكويت هي الدولة الوحيدة التي يعتمد عليها كثير من دول العالم لحل الأزمة الخليجية.

وأعرب أسيري عن أمله أن تكون الكويت عاصمة للسلام في العالم، لتميزها بأنها وسيط شريف لبناء الفجوة بين الأطراف المتنازعة، مؤكدا ان الكويت لا يستبعد عليها أن تكون عاصمة للسلام في العالم خاصة انها الآن دولة الإنسانية.

وطالب بضرورة تفعيل الديبلوماسية الشعبية المتمثلة في جمعيات النفع العام او المجتمع المدني والتي تدعم توجهات السياسة الخارجية للكويت فيما يخص السياسة الإنسانية وصنع السلام وكذلك حل الأزمة الخليجية.

وحول رؤيته عن مصلحة بعض الأطراف (ليست دولا) لإفشال وساطة الكويت وعدم نجاحها للقيام بدورها في حل الأزمة الخليجية قال اسيري: الكويت كانت تقدم المساعدات خلال الفترة الماضية من دون الإعلان عن ذلك وهناك من لا يريد نجاحها لأغراض شخصية والدليل على ذلك عندما يقترب صاحب السمو من حل الأزمة الخليجية تصدر شائعات ضد الكويت في حين هناك كثير من الدول تساند الكويت لحل هذه الأزمة.

وعن الهجوم الذي تتعرض له الكويت من قبل البعض لوقوفها محايدة بين قطر والدول الخليجية قال أسيري: الوقوف مع طرف ضد آخر يجعلنا نخسر الكثير، فمن خلال تجربتنا خلال فترة الغزو الصدامي كنا لا نقبل أي طرف لا يؤيدنا في تحرير بلدنا ودول الخليج اخوة، والوسيط لابد أن يكون محايدا حتى يكون مقبولا بين الطرفين ويتمكن من إنهاء الخلاف وحل هذه الأزمة التي صدمت شعوب دول الخليج العربي.

ولفت إلى ان السياسة الخارجية الكويتية تقوم على مبادئ عامة، منها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مما يميز هذه السـياسـة من بين كثير من المميزات، بديبلوماسيتها الإنسانية التي أثرت على مكانة الكويت إقليميا وعالميا، مضيفا أن ضمن ما يميز السياسة الخارجية الكويتية، التسوية السلمية للنزاعات وحظر استخدام القوة، ودعم الجهود الدولية الخاصة بحظر التجارب النووية، ورفض سياسة التمييز العنصري، ومعارضة سباق التسلح العالمي.

وشرح د.أسيري خلال الندوة تركيز الكتاب على دراسة محددات سياسة الكويت الخارجية ونقاط الضعف والقوة لديها، ودراسة المراحل التاريخية منذ نشأة الدولة في بدايات القرن السابع عشر حتى الآن.

وأفاد بأنه لم يغفل خلال تأليفه لهذا الكتاب التطرق إلى التحولات الفاصلة التي أثرت على الكويت على المستويين الداخلي والخارجي، كاستقلال البلاد في عام 1961 والغزو الصدامي للكويت عام 1990.

وأشار إلى أنه في ظل ندرة الدراسات التي تناولت السياسة الخارجية الكويتية الراهنة (اي منذ التحرير حتى الآن)، فقد أفرد الكتاب مساحة أكبر (5 فصول) لمناقشة هذا الموضوع وفقا لفكرة دوائر السياسة الخارجية الأقرب والأبعد، قبل أن يتناول المؤلف في الختام مستقبل السياسة الخارجية الكويتية.

وقال إن الهدف من إصداره لهذا الكتاب، مناقشة سياسة الكويت الخارجية منذ النشأة لتقديم صورة متكاملة عنها بمختلف مراحل تطورها وجميع دوائرها.

ولفت إلى أن الكتاب يحوي 465 صفحة، وهو مقسم إلى 9 فصول، إضافة إلى فصل ختامي عاشر.

قضايا الكويت

وفي تعقيب على كتاب «سياسة الكويت الخارجية 1991-2016» قالت الوزير الأسبق د.معصومة المبارك إن طريقة د.أسيري في سرد الأحداث وتسلسلها تشير إلى المسيرة المضيئة له، مشيدة بفكرة هذا الكتاب وما تقوم به مكتبة الكويت الوطنية من عقد ندوات مفيدة سواء للقارئ أو الباحث.

وأضافت المبارك أن هناك تحديات تواجه الكويت خاصة أن السياسة الدولية باتت أكثر تعقيدا مقارنة بالسابق في ظل المتغيرات التي طرأت على مجلس التعاون والرؤية لاستشراق المستقبل بالنسبة لإدارة السياسة الخارجية الكويتية وما نشهده حاليا على الساحة من تعارض المصالح في منطقة الخليج.

وأشارت الى أن في ظل هذه المرحلة الحرجة التي نعيشها، معربة عن أملها أن يوفق الله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في حل الأزمة الخليجية خاصة مع قرب انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي.

ندوة الشهر

من جانبه، قال مدير عام مكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل إن استضافة المكتبة للدكتور عبدالرضا أسيري ليكمل سلسلة ندوات كتاب الشهر، مشيرا إلى ان ذلك لإلقاء الضوء على كتب جديدة صدرت من دور النشر الكويتية ومن قبل مؤلفين كويتيين تفيد القراء وطلبة الجامعات والباحثين.

وأضاف العبدالجليل ان استضافة المكتبة هؤلاء الكتاب لدعم وتشجيع لمزيد من الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي لمؤلفينا وكتابنا الكويتيين وإيمانا بدور المكتبة الوطنية برسالتها وتقديمها كل الدعم الممكن للنشاط الثقافي والأدبي والفكري في الكويت.

وقال ان هذا النشاط يتوافر بجهود اسرة العاملين في مكتبة الكويت الوطنية وكل الكتاب والمؤلفين الذين يتعاونون لتقديم هذه الندوات المهمة والمفيدة للمجتمع التي تلقي الضوء على كتبهم ومحتوى فكرهم ومعلومات قيمة تفيد في البحث العلمي والقراء.

وأشار الى ان سياسة الكويت الخارجية كانت ولا تزال تبقى منارة في هذه المنطقة تؤكد عدم الانحياز والحيادية وعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى والتي أرساها متانتها وقوتها ودعمها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.

تكريم أسيري

وفي نهاية الندوة، قدم مدير عام مكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل درعا تكريمية إلى د.عبدالرضا أسيري بمناسبة نجاحه في إصدار هذا الكتاب الذي نال إعجاب كثير من الحضور والقراء.